اختتمت مؤسسة شباب بتحب مصر مشاركتها في الدورة السابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة (UNEA-7)، والتي عُقدت في نيروبي خلال الفترة من 29 نوفمبر إلى 13 ديسمبر 2025. وجاءت هذه المشاركة في إطار متابعة مباشرة لأعمال الجمعية، شملت اجتماعات «جمعية الشباب»، ولجنة المندوبين الدائمين (OECPR)، واجتماعات المجموعات الرئيسية وأصحاب المصلحة، إضافة إلى الجلسات الختامية للجمعية العامة.
وشاركت المؤسسة تحت شعار الدورة «نحو كوكب مرن» من خلال رئيسها ومديرها التنفيذي أحمد فتحي، الذي أدار المؤتمر الصحفي الخاص بالمجموعات الرئيسية وأصحاب المصلحة. وقد شكّل هذا المؤتمر منصة لعرض المطالب الأساسية للمجتمع المدني والشباب، ونقل أولوياتهم كما طُرحت خلال أيام التفاوض، دون وسيط أو إعادة صياغة.
وخلال أيام انعقاد الجمعية، تابعت المؤسسة عن قرب مسار المفاوضات والقرارات المطروحة، وأصدرت نشرة بريدية شبه يومية عبر منصة لينكدإن في ستة أعداد متتالية. ووصلت هذه النشرة إلى أكثر من 45 ألف متابع ومتخصص حول العالم، وقرأها فعليًا ما يزيد على 15 ألف شخص، ما أتاح مشاركة ما يجري داخل قاعات التفاوض مع جمهور أوسع من الشباب والمهتمين بالعمل البيئي. كما عملت المؤسسة، ضمن إمكاناتها، على تسهيل مشاركة عدد من الشباب الدوليين من خلال دعم حصولهم على شارات حضور الفعاليات.

وعلى مستوى النتائج، اعتمدت الجمعية عددًا من القرارات المهمة، من بينها قرارات تتعلق بمكافحة الحرائق، وحماية الشعاب المرجانية، والتعامل مع ازدهار طحالب الساراجاسوم، إضافة إلى قرار بشأن الأنهار الجليدية والغلاف الجليدي. كما شملت القرارات مجالات الحوكمة، بما في ذلك دعم مشاركة الشباب في العمل البيئي، وإبراز دور الرياضة في التنمية المستدامة، وتعزيز التنسيق بين الاتفاقيات البيئية متعددة الأطراف، إلى جانب تناول قضايا الذكاء الاصطناعي. وفي السياق نفسه، حظيت المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاقية دولية ملزمة لمعالجة التلوث البلاستيكي بدعم سياسي واضح من الجمعية.
وعكست المناقشات السياسية المصاحبة للدورة عددًا من الرسائل المهمة، أبرزها التأكيد على الإعلان الوزاري كمرجعية سياسية للمرحلة المقبلة، وتسليط الضوء على استمرار فجوة وسائل التنفيذ والتمويل، وهو ما يظل التحدي الأكبر أمام تحويل القرارات إلى خطوات عملية على الأرض. كما برز الدور المحوري لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إلى جانب الطموح السياسي المتزايد في القضايا المتداخلة مثل المناخ والطبيعة والصحة الواحدة، في مقابل القيود التي يفرضها منطق التوافق بين الدول.
وفي تعليقه على المشاركة، قال أحمد فتحي، رئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمؤسسة شباب بتحب مصر:
"مشاركتنا في UNEA-7 لم تكن شكلية. كنا حاضرين في القاعات، وشاركين في النقاشات، ونقلنا صوت الشباب والمجتمع المدني كما هو. القرارات التي خرجت بها الجمعية مهمة، لكن الاختبار الحقيقي يبدأ الآن: هل ستتوفر وسائل التنفيذ والتمويل الكافية، أم ستظل هذه الالتزامات حبيسة الورق؟"
وتأتي هذه المشاركة ضمن حضور أوسع للمؤسسة على المستوى الإقليمي والدولي، حيث تزامن وجود وفدها في نيروبي مع مشاركة فريق آخر من المؤسسة في قمة برشلونة لدول حوض البحر المتوسط في القاهرة. ويعكس هذا التوازي اتساع نطاق عمل المؤسسة ودورها في الربط بين مسارات التفاوض الدولية وواقع العمل مع الشباب على الأرض.
.jpeg)




