يوم السياحة العالمي 2025 - دعوة للسفر الأخضر الشامل

يوم السياحة العالمي 2025 - دعوة للسفر الأخضر الشامل

يُسلط يوم السياحة العالمي، الذي يُحتفى به في 27 سبتمبر من كل عام، الضوء على دور السفر في تحقيق التنمية. والغرض منه هو "رفع الوعي بدور السياحة داخل المجتمع الدولي وإيضاح كيفية تأثيرها على القيم الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية في جميع أنحاء العالم". في عام 2025، ستكون مدينة ملقا في ماليزيا هي المدينة المضيفة، تحت شعار "السياحة والتحول المستدام". يسلط هذا الشعار الضوء على الحاجة لأن تكون السياحة شاملة وصديقة للبيئة ومفيدة للمجتمعات المحلية مع حماية الثقافة والطبيعة[3]. غالبًا ما تتضمن فعاليات يوم السياحة العالمي جولات بيئية وسياحية تراثية، لتذكيرنا بأن السفر يجب ألا يجلب المتعة فحسب، بل أيضًا "يَبني مستقبلًا أفضل للإنسان والكوكب.

السياحة المستدامة:العمل المناخي، الشباب والمجتمعات

تُعد السياحة واحدة من أسرع الصناعات نموًا في العالم، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالفرص الاقتصادية والرفاهية البيئية[5]. تُعرِّف منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة السياحة المستدامة بأنها "السياحة التي تراعي الاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الحالية والمستقبلية بشكل كامل، وتلبي احتياجات الزوار والصناعة والبيئة والمجتمعات المضيفة" عمليًا، تعني السياحة المستدامة تعزيز السفر الصديق للمناخ (مثل وسائل النقل منخفضة الكربون، والطاقة المتجددة في الفنادق)، والحفاظ على المواقع الطبيعية والثقافية، وضمان استفادة السكان المحليين. على سبيل المثال، ترتبط السياحة مباشرة بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة: يهدف الهدف 8.9 بحلول عام 2030 إلى "وضع وتنفيذ سياسات تروج للسياحة المستدامة التي تخلق فرص العمل وتعزز الثقافة والمنتجات المحلية" من خلال إشراك المجتمعات المحلية – ولا سيما الشباب – تساعد السياحة المستدامة في دفع عجلة العمل المناخي على المستوى المحلي. يمكن للمبادرات التي يقودها الشباب تثقيف المسافرين، وتقليل البصمة الكربونية، وتعزيز الإشراف المجتمعي على المعالم والأحياء البيئيةباختصار، تربط السياحة المستدامة بين العمل المناخي وتمكين الشباب وتنمية المجتمع في نهج أخضر واحد.

مبادرات مؤسسة شباب يحبون مصر للسياحة الخضراء

مؤسسة شباب يحبون مصر (YLE) هي منظمة غير حكومية يقودها شباب مصريون ونشطة في المشاريع البيئية والمجتمعية. يوضح عمل المؤسسة بشكل مثالي كيف يمكن للشباب قيادة السياحة المستدامة (أو السياحة البيئية). تشمل المبادرات الرئيسية للمؤسسة مشاريع تدريبية دولية، ومعسكرات بيئية محلية، وحملات توعية:

  • مشروع إيراسموس+ "يسافر الشباب بشكل مستدام" (2024–25) ومشروع واحة سيوة: نظمت المؤسسة برنامجًا تدريبيًا للشباب ممولًا بالكامل ضمن برنامج إيراسموس+ حول السياحة المستدامة. قضى 31 مشاركًا من مصر وسلوفينيا وتركيا ولبنان وتونس أسبوعين (سبتمبر 2024) في تعلم ريادة الأعمال الخضراء. قام فريق المؤسسة بتيسير ورش عمل حول نماذج أعمال السياحة البيئية، والبصمة الكربونية، ومشاركة المجتمع. وفي جلسة عمل جماعية، اقترحت المجموعة المصرية مشروعًا يركز على واحة سيوة – وهي موقع مصري شهير للسياحة البيئية. (تجعل البيئة الفريدة والتراث في سيوة منها مكانًا مثاليًا للسفر الصديق للمناخ). وزود التبادل عبر برنامج إيراسموس الشباب بمهارات التخطيط والتسويق للسياحة المستدامة وساعدهم في تصميم مشاريع حقيقية.
  •  معسكر السياحة المستدامة بواحة سيوة: في أغسطس 2024، أقامت المؤسسة "معسكرًا للسياحة المستدامة" في سيوة. اجتمع 33 متطوعًا شابًا (بمن فيهم أعضاء المؤسسة) في سيوة لربط السياحة بالوعي المناخي. وكانت الأهداف بناء قدرات الشباب المحلي في مجال السياحة البيئية والتغير المناخي، والمساعدة في حل مشكلات المجتمع، والاحتفاء بالتراث الثقافي لسيوة. جمعت الأنشطة بين جولات الطبيعة والتاريخ وورش العمل التطبيقية. في اليوم الأول، زار المشاركون معبد آمون وعين كليوباترا (من مواقع التراث العالمي لليونسكو) بينما تعلموا عن بيئة الصحراء. وشمل اليوم الثاني زيارة جبل الموتى وجلسات تفاعلية في بيت سيوي تقليدي. كما نظم المعسكر ورشة عمل عن المناخ للأطفال: حيث تعلم أطفال سيوة المحليون عن ترشيد المياه وإعادة التدوير وأساطير سيوة. ورسم كل طفل رؤيته للبيئة الصحية، ليتم نشرها في كتاب مصور. وقام مهندسو المؤسسة البيئيون بفحص آبار سيوة ومزارعها لتقديم مقترحات لترشيد المياه ومعالجة النفايات، وقام المتطوعون بتنظيف المواقع المحلية. بشكل عام، دمج المعسكر بين السياحة البيئية وخدمة المجتمع – من خلال زيارة المواقع الأثرية والطبيعية، مع تدريب الشباب على حمايتها للزوار المستقبليين.
  • حملات خضراء أخرى يقودها الشباب: يمتد نطاق عمل المؤسسة إلى جانب المعسكرات. على سبيل المثال، تعامل مشروع "الشواطئ النظيفة" مع التلوث البلاستيكي على سواحل مصر. وقادت المؤسسة حملات للإعلان عن جزر البحر الأحمر "خالية تمامًا من البلاستيك" من خلال جمع أكثر من 3 أطنان من النفايات. وفي عام 2017، أطلقت حملة "جزر مصرية خالية من البلاستيك"، نظفت خلالها الشواطئ والبحر حول عدة مواقع في دلتا النيل والبحر الأحمر[19]. وفي يوم البيئة العالمي 2018، نظمت المؤسسة واحدة من أكبر فعاليات التنظيف في مصر (#BeatsPlastic) لمكافحة القمامة في الأنهار والشواطئ. كما تروج المؤسسة لوسائل النقل الصديقة للمناخ: ففي عام 2024، نظمت ماراثونًا للدراجات تحت عنوان "العدالة المناخية" في الإسكندرية (مسافة 15 كم) بمشاركة المئات من الدراجين، لتسليط الضوء على ركوب الدراجات كوسيلة سفر حضرية مستدامة. من خلال مثل هذه الإجراءات – حشد متطوعي الشباب للتنظيف، وجلسات التوعية، والفعاليات الخضراء – تثبت المؤسسة أن المنظمات البيئية الشبابية يمكنها قيادة السياحة البيئية والحفاظ على البيئة القائمين على المجتمع.

تُظهر المنظمات التي يقودها الشباب مثل مؤسسة شباب يحبون مصر أن الشباب هم محركات أساسية للسياحة المستدامة. إنهم يخلقون فرصًا للتبادل الثقافي (على سبيل المثال، من خلال الإقامة في منازل السكان أو المرشدين المحليين)، ويعملون كسفراء للبيئة في مجتمعاتهم، ويبتكرون خدمات سفر خضراء جديدة. في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تلوح في الأفق تحديات السياحة والمناخ على حد سواء، يعد تمكين الشباب هذا أمرًا حيويًا. من خلال إشراك الشباب المحلي، لا تحمي المشاريع في سيوة والفيوم وما شابهها كنوز مصر الطبيعية والثقافية فحسب، بل تمنح الشباب أيضًا المهارات والشعور بالملكية. كونهم الجيل القادم من المسافرين، فإنهم يروجون للسفر الصديق للمناخ – من اختيار منتجعات بيئية إلى جولات الدراجات – ويضمنون أن تفيد السياحة الإنسان والكوكب. في هذا اليوم العالمي للسياحة 2025، نحتفل بالدور المتزايد للسياحة الخضراء التي يقودها الشباب والعمل الملهم للمنظمات المصرية مثل مؤسسة شباب يحبون مصر. يذكرنا مثالهم بأن مستقبلًا مستدامًا يعتمد على المجتمعات المشاركة، والشباب المتمكن، والسفر الذي يحترم البيئة والثقافة على حد سواء.