اليوم العالمي للموئل

اليوم العالمي للموئل

ما هو اليوم العالمي للموئل؟

اليوم العالمي للموئل هو يوم يحتفل به أول اثنين من شهر أكتوبر سنويًا، وقد تم الاعتراف به عام 1985 بواسطة الجمعية العامة للأمم المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، كانت نيروبي بكينيا هي أول مكان يشهد الاحتفال بهذا اليوم عام  1986، ويتم اختيار كل عام مدينة مختلفة. كما أن اليوم العالمي للموئل هو يوم يهدف إلى ضمان حق كل إنسان في الحصول على مأوى آمن يعيش به برفقة أسرته. كما يهدف إلى إنشاء مساكن ومجتمعات خالية من العشوائيات، والمباني والطرق غير الآمنة، ويهدف إلى توفير وسائل مواصلات مستدامة في كل المدن الجديدة، وضمان حق كل إنسان في الانتقال بسهولة في المدن الجديدة. كما يهدف اليوم إلى الحد من تغير المناخ، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة خاصة الهدف رقم 11 "جعل المدن شاملة وآمنة ومستدامة ". يتميز كل عام بشعار ما يتناقش بخصوصه أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة. شعار العام هو "الاستجابة للأزمات الحضرية". وحقق شعار العام الماضي نجاحًا كبيرًا والذي كان شعاره "إشراك الشباب لخلق مستقبل حضري أفضل" حيث تج عنه مبادرات عدة لدعم الشباب. سنتحدث في هذه المقالة بشكل أكبر عن أهداف اليوم، وأهميته، وأهداف التنمية المستدامة المرتبطة به بالإضافة إلى تسليط الضوء على حق كل إنسان في الحصول على مأوى وعرض نماذج لمدن مختلفة.

شعار العام: الاستجابة للأزمات الحضرية

يشدد موضوع هذا العام على الاستجابة العاجلة للأزمات الحضرية على مستوى العالم. وفقًا لاحصائية للأمم المتحدة، بلغ عدد النازحين قسرًا 122 مليون إنسان نتيجة النزاعات السياسية، والأزمات الاقتصادية، وتغير المناخ من حرائق غابات، وفيضانات، وغيرها تجبر المواطنين على النزوح إلى المدن الأكثر استقرارًا . نتيجة للموقف الحالي في العالم، وجب تسليط الضوء على هذه المشكلات، والأهداف الاجتماع خلال اليوم العالمي للموئل هي: معالجة الأزمات السابقة، والسعي لتحقيق المساواة، وتسليط الضوء على الحلول المستدامة، ودور الدول والحكومات في إيجاد حلول لعمليات التهجير القسري والتهجير الناتج عن الكوارث الطبيعية.

الهدف 11 للتنمية المستدامة: جعل المدن شاملة وآمنة ومستدامة

يرتبط الهدف رقم 11 ارتباطا وثيقا باليوم العالمي للموئل. ينص الهدف على أهمية الحفاظ على المدن وجعلها مستدامة وآمنة وصامدة للظروف المختلفة والتغيرات المناخية مثل: الحروب، والنزاعات، وظروف المناخ المختلفة من تلوث هواء، وماء. بالإضافة إلى الزحف العمراني، وانعدام المساواة.

بنود الهدف الفرعية عدة وهي:الوصول إلى أنظمة نقل ميسورة ومستدامة وتوفير المواصلات لجميع السكان في المناطق الحضرية، حماية التراث الثقافي والطبيعي للمدن، التخفيف من آثار الكوارث ووضع خطط لتجنبها قبل حدوثها، الحد من الأثر البيئي السلبي المدن مثل التلوث بمختلف أنواعه الناتج عن الممارسات البشرية المختلفة، توفير مساحات خضراء في جميع المدن، دعم البلدان النامية، وتشجيع الحكومات على تبني خطط مستدامة، ووضع خطط لمواجهة الكوارث الطبيعية لحماية المدن في حالات الخطر المتنوعة.

ووفقا للأمم المتحدة، منذ اعتماد أهداف التنمية المستدامة عام 2015 تحقق تقدم ملحوظ، حيث تضاعف عدد الدول التي وضعت استراتيجيات وطنية ومحلية للحد من مخاطر الكوارث. ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة، وعلى سبيل المثال، لم يتمكن سوى نصف سكان المدن من الحصول بسهولة على وسائل النقل العام عام  2022.

السياسة الحضرية القومية 

وكانت السياسة الحضرية القومية هي ناتج ثمار التعاون بين برنامج الموئل للأمم المتحدة وثالث منتدى حضري فلسطيني عام 2022. وتميزت بضم معظم أهداف التنمية المستدامة تحديدا الهدف رقم 11 الخاص بالمدن.  تنص بنوده هي توفير توفير موئل آمن، ومناسب، ومستدام في فلسطين شاملا مدنها الرئيسة مثل القدس، والضفة الغربية، وقطاع غزة. بالإضافة إلى شبكة مواصلات متطورة وصديقة للبيئة، وكما شددوا على أهمية حماية تراث فلسطين، وتوفير فرص عمل للجنسين. 

ووفقا المنتدى الحضري الفلسطيني وبرنامج للموئل للأمم المتحدة، نزح 1.694 فلسطيني عام 2021، ومنازل 180 شخصا في شرق القدس معرضة للهدم والنزوح الإجباري. كما أشاروا إلى أن قطاع غزة هو أكثر الأماكن الحضرية تكدسا على الأرض وعدد سكانه 2.1 مليون نسمة .

كما نصت السياسة الحضرية القومية على تشديد أهم شعار لأجندة عام 2030 التي تدعوا إلى تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة وأهم مبدأ هو "عدم الاستغناء عن أي أحد". (LNOB)، والدعوة لتحقيق العدالة، والمساواة، وحق كل إنسان في الحصول على مأوى آمن.

وفقًا لاحصائية الأمم المتحدة، بلغ عدد النازحين الفلسطينيين حتى يوليو الماضي1.9لمليون نازح مما يشكل كارثة عند مقارنتها بعام 2021. كما أشار مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (اليونوسات) إلى نسب دقيقة لحجم دمار المنازل. تشير التقديرات إلى أنّ 66% من المباني المتضررة في قطاع غزة، أي ما مجموعه 163,778 مبنى، قد تضررت بدرجات متفاوتة، حيث يشمل ذلك 52,564 مبنى مدمَّرًا بالكامل، و18,913 مبنى متضررًا بشدة، و56,710 مبانٍ متضررة بدرجة متوسطة، بالإضافة إلى 35,591 مبنى متضررًا بشكل محتمل.

تدمير المدن والمنازل بفعل التغيرات المناخية

ويضطر السكان للنزوح لأسباب مناخية في العديد من المدن حول العالم التي تستدعي اهتمام المعنيين في برنامج الأمم المتحدة للموئل. على سبيل المثال: مدينة "إل بوسكي" حيث يعاني سكانها منذ عام 2019 من النزوح المتكرر بسبب الأمواج المدية المستمرة التي أدت لتآكل السواحل وتدمير المنازل والمدارس. وفقًا لمنظمة العفو الدولية،  تلوثت الآبار التي يستخدمونها لمياه الشرب والاحتياجات المنزلية الأخرى، وكانت خدمات الرعاية الصحية غير منتظمة وغير كافية؛ وكانت الكهرباء متقطعة، وبسبب تدمير المدارس، اضطر الأطفال إلى حضور الدروس في بيئة تعليمية غير مناسبة.

كما ذكرت منظمة العفو الدولية العام الماضي في احتفالية اليوم العالمي للموئل كارثة أخرى في كينيا حيث واجهت في إبريل 2024 فيضانات دمرت المدارس؛ وأدت إلى تهجير أكثر من 55 ألف أسرة. بالإضافة إلى فقدان 294 شخصا حياتهم .

مجهودات اليوم العالمي للموئل

تتعدد الإنجازات المرتبطة باليوم العالمي للموئل حيث حقق إنجازات عظيمة خلال الأربع سنين الماضية. على سبيل المثال خلال جائحة كورونا، قدم الدعم ل 6.8 مليون مواطنا في 37 دولة، و 262 مدينة للتكيف مع الجائحة، وأزمة الصحة العالمية. وفي عام 2021، وصرح البرنامج أنهم ساهموا في تعزيز سبل الحياة في العشوائيات من خلال برامج الترقية التي يقودها البرنامج في جعل المدن مستدامة وتوفير مصادر مختلفة للتكيف، ووسائل مواصلات آمنة . كما يساهم البرنامج في تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال جوائز سنوية مثل جائزة "scroll of honor" على سبيل المثال. بالإضافة إلى، تقديم المشورة التقنية للحكومات، ونشر الوعى بخصوص أهمية التخطيط الحضري.

أرى أن كل إنسان لديه الحق في الحصول على مأوى يضم أسرته في فصول السنة المختلفة من صيفها الحار إلى برودة شتائها القارسة، كما يجب أن يتساوى جميع الأفراد في المميزات المجتمعية من وسائل مواصلات، وطرق آمنة للمشاهدة وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتحرك الدول بشكل عاجل لحماية وضمان حق كل إنسان على الكوكب في الحصول على مأوى وملجأ في الظروف المختلفة من حروب وتغيرات مناخية. ويجب توفير ملاجئ في جميع الدول خاصة المناطق الساحلية على سبيل المثال أو المناطق المعرضة للزلازل والفيضانات؛ للتصدي العاجل لها. كما يجب معالجة جذور تلك الكوارث والتصدي لتغير المناخ والوقود الأحفوري ومسببات الاحترار العالمي التي تغير من طبيعة الكوكب.

ختاما، اليوم العالمي للموئل هو واحد من أهم الأيام التي تحتفي بها الأمم المتحدة لأنه مظلة تجميع جميع الدول من أجل الوصول لحلول عاجلة للمشكلات المتعلقة بالموئل، وضمان موائل شاملة وآمنة ومستدامة محققًا أحد أهداف التنمية المستدامة. كما أنه يناقش قضايا عاجلة بخصوص الموائل والنازحين. بالإضافة إلى ذلك، يقدم دعم مادي وتشجيع للشركات المتهمة بمجال المدن المستدامة والموئل، ويقدم مشورات للحكومات المختلفة في هذا الصدد. يجب على الجميع أن يكون جزء من اليوم العالمي للموئل سنويًا لاطلاع على أجدد القضايا، ومشاركة المشكلات المختلفة مع المعننيين لعرضها خلال هذا اليوم والسعى لخلق حلولًا عاجلة.

إعداد/ دينا أحمد عبد العظيم