هل يتبنى ترامب سياسة محاربة المناخ
يعتبر دونالد ترمب قضايا المناخ والاحترار العالمي خدعة، وأنها من القضايا التي تضعف من قوة ونفوذ الولايات المتحدة الأمريكية سياسيًا واقتصاديًا. بالإضافة إلى ذلك، ويظن أن هناك دول تتبنى قضايا الاستدامة وتغير المناخ مثل الصين من أجل إضعاف اقتصاد الولايات المتحدة.
القرارات المتعلقة بتغير المناخ
(اتفاقية باريس)
تعد اتفاقية باريس من أهم القضايا المتعلقة بالمناخ. هى اتفاقية عالمية تبنتها 197 دولة. أصدرت بتاريخ 12 ديسمبر عام 2015 تهدف إلى الحد من ظاهرة الاحترار العالمي إلى أقل من درجتين مئويتين وهناك آمال للحد من الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية. تلتزم الدول المتقدمة بتقديم تمويل لمساعدة الدول النامية هادفة إلى التخفيف من النتائج السلبية الناتجة عن تغير المناخ بهذه الدول وتقليل استخدام الوقود الأحفوري والبحث عن مصادر للطاقة المتجددة وبدائل صديقة للبيئة من أجل مستقبل مستدام.
قرر دونالد ترامب الانسحاب من اتفاقية باريس وبذلك تنضم الولايات المتحدة الأمريكية لإيران وليبيا واليمن حيث إنهم الدول الوحيدة غير المشاركة في اتفاقية باريس. وقرر ايضًا تبني نهج جديد يسمي "مصلحة الولايات المتحدة أولًا". وفقًا لترامب سيادة الولايات المتحدة ومصالحها تأتي في المرتبة الأولى فضلًا عن التزامها بشئون البيئة الدولية أو تمويلها لدول أخرى من أجل الصالح العام لكوكب الأرض.
على الرغم من انسحاب الولايات المتحدة الامريكية من اتفاقية باريس إلا إنها ستشارك في مؤتمر الأطراف الذي سيعقد في البرازيل في هذا العام 2025. هل الانسحاب من اتفاقية باريس هو أول بداية لتخليها عن قضية المناخ؟ ما موقف جميع الأطراف المعنية؟ وما القرار التالي؟
الموقف الدولي
استنكرت جميع الأطراف المعنية ومفوضو المناخ قرار انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس على الرغم من أن نية ترامب كانت واضحة من فترته الرئاسية السابقة إلا أن القرار يتعارض مع المساهمات ودور الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة حكم بايدن. وكانت الصين التي يعتبرها ترامب أكبر منافس أول المعترضين على قرار الانسحاب. وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية أنه قرار غير عادل وهو تحد والتزام مشترك لا يمكن للولايات المتحدة الانسحاب منه. وعارضت البرازيل والاتحاد الاوروبي للمناخ الانسحاب الذي قام به ترامب. كما صرح رئيس وزراء فرنسا السابق ورئيس مؤتمر الأطراف لوران فابيوس أنه على الرغم من الانسحاب غير العادل الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية ستواصل فرنسا دورها والتزامها بقضية المناخ. حيث إن قضية المناخ لا تتوقف على وجود الولايات المتحدة الأمريكية على رغم من قوتها السياسية والاقتصادية وأن الانسحاب قد يكون بابًا يجذب ورائه بلدانًا إلا أنه يجب على جميع الأطراف التكاتف لأن مستقبل الكوكب والحفاظ على الجهود السابقة والحالية التي تبذلها جميع الأطراف المعنية مسئولية.
الوقود الأحفوري والطاقة غير النظيفة
ما هي ضحية ترامب التالية؟
صرح ترامب قائلًا :"لدينا هبة لن تمتلكها أى دولة أبدًا ألا وهي:اكبر كميات من النفط والغاز على وجه الأرض. سنستخدمه ونصدره للدول الأخرى.". ووضح أن استخراج النفط والغاز والفحم سيعزز من اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية وسيخلق فرص عمل جديدة ويقلل من اعتماد الولايات المتحدة على النفط الأجنبي. وهذه القرارات تتعارض مع اتفاقية باريس التي انسحبت منها الولايات المتحدة الأمريكية وستؤدي إلى تلوث الهواء وتغير المناخ.
بالإضافة إلى ذلك، أصدر ترامب قرارًا بإلغاء تمويل المركبات الكهربائية لمدة تسعين يومًا مشيرًا إلى أنه يتم اهدار الضرائب في مركبات يستطيع الأغنياء فقط شرائها مشيرًا إلى دعمه إلى صناعة السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري والغاز الطبيعي غاضضًا بصره عن اثار عوادمها السلبية على المدى القريب والبعيد على كوكب الأرض. كما أن تعليق الدعم المالي يشمل المنح والقروض التي كانت تساعد في تطويرشبكات ومحطات الشحن للسيارات الكهربائية.
وعلى الرغم من تجاوز درجات الحرارة السنوية العالمية لمعدل 1.5 في العام الماضي درجة مئوية وهو المعيار المحدد لاتفاقية باريس وتسجيل عام 2024 أعلى درجات الحرارة لكوكب الأرض قرر ترامب الانسحاب من الاتفاقية وعزز دور الوقود الأحفوري الذي يعد السبب الأول لتغير المناخ وظاهرة الاحترار العالمي.
المصادر
- https://www.un.org/ar/climatechange/paris-agreement
- https://www.greenlancer.com/post/trump-administration-suspends-various-clean-energy-funding
- https://www.whitecase.com/insight-alert/us-withdrawal-paris-agreement-impact-and-next-steps
- https://www.bbc.com/news/articles/c2k0zd2z53xo
- https://www.energyconnects.com/news/renewables/2025/january/trump-starts-reshaping-us-energy-with-focus-on-oil-and-gas/
- https://www.nytimes.com/2025/01/20/climate/trump-paris-agreement-climate.html
- https://www.theguardian.com/environment/2025/jan/10/world-temperature-in-2024-exceeded-15c-for-first-time